قصة من نوادر النحاة



: ● قال رجل نحوي لابنه : إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة فبينما هما جالسان في الشتاء والنار مشتعلة وقعت شرارة في جبته وهو غافل عنها والابن يراه فسكت ساعة يفكر ثم قال : يا أبت أريد أن أقول لك شيئاً ، أفتأذن لي فيه ؟ قال أبوه : إن حقاً فتكلم . قال أراه حقاً . فقال : قل . قال : إني أرى شيئاً أحمر على جبتك . قال : ما هو ؟ قال : شرارة وقعت على جبتك . فنظر أبوه إلى جبته وقد احترق منها جزء كبير فقال للابن : لماذا لم تعلمني به سريعاً ؟ قال : فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتكلمت به فنهره وقال له : لا تتكلم بالنحو أبداً . ● قال أبو السود الدؤلي لابنه : يا بني إن ابن عمك يريد أن يتزوج ويحب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبة فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة فلما كان في اليوم الثالث قال أبوه : ما فعلت ؟ قال : قد حفظتها . قال : وما هي ؟ قال اسمع : الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوكل عليه ونشهد أن لا إله إلا هو وأن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح . فقال له أبوه : أمسك لا تقم الصلاة فإني على غير وضوء . ● وقف بعض الفقراء على باب نحوي فطرق الباب فقال النحوي : من بالباب ؟. فقال : سائل . فقال : ينصرف . فقال : اسمي أحمد (يعني لا ينصرف ممنوع من الصرف ). فقال النحوي لغلامه : أعط سيبويه كسرة . ● وقع نحوي في كنيف فجاء كناس ليخرجه ونادى عليه ليعلم أهو حي أم لا ؟ فقال النحوي : اطلب لي حبلاً دقيقاً وشدني شداً وثيقاً واجذبني جذباً رفيقاً . فقال الكناس ثكلتني أمي إن أخرجتك منه . ● دخل أبو علقمة النحوي على أعين الطبيب فقال : إني أكلت من لحوم الجوازي وطسئت طسأة فأصابني وجع بين الوابلة إلى دأية العنق فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الشراسيف فهل عندك دواء ؟ قال الطبيب : نعم . خذ خونقاً وسربقاً ورقرقاً فاغسله واشربه بماء فقال أبو علقمة : لا أدري ما تقول . فقال الطبيب : ولا أنا دريت ما قلت . ● قال رجل للحسن ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه ؟ فقال الحسن : ترك أباه وأخاه فقال الرجل : فما لأباه وأخاه ؟ فقال الحسن : فما لأبيه وأخيه فقال الرجل للحسن : أراني كلما كلمتك خالفتني . ● وقدم علي ابن علقمة النحوي ابن أخ له فقال له : ما فعل أبوك ؟ قال : مات . قال : وما كانت علته ؟ قال : ورمت قدميه . قال : قل قدماه . قال : فارتفع الورم إلى ركبتاه . قال : قل ركبتيه . فقال : دعني يا عم فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا . ● ولقى رجلاً من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن في اللغة فقال : أخاك أخوك أخيك هاهنا ؟ فقال
الرجل : لا .لي . لو ما هو حضر . ● قال رجل لرجل : قد عرفت النحو إلا أني لا أعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان . فقال له : هذا ـ أسهل الأشياء في النحو . إنما يقولون : أبا فلان لمن عظم قدره وأبو فلان للمتوسطين وأبي فلان للرذيلة . ● ووقف نحوي على صاحب بطيخ فقال : بكم تلك وذانك الفاردة ؟ فنظر يميناً وشمالاً ثم قال : اعذرني فما عندي شيء يصلح للصفع .
دخل أحد النحويين السوق ليشتري حماراً فقال للبائع : أريد حماراً لا بالصغير               المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري
 ولا يزاحم بي السواري إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق . فقال له البائع : بعد أن نظر إليه ساعة دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك . ● زار بعضهم نحوياً مريضاً ، فقال : ما الذي تشكوه . قال : حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية . فقال له : لا شفاك الله بعافية وياليتها كانت القاضية . ● كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه فمرض أبوه مرضاً شديداً أشرف فيه على الموت فاجتمع عليه أولاده وقالوا له : ندعو لك أخانا فلاناً النحوي ؟ قال : لا إن جاءني قتلني ، فقالوا : نوصيه أن لا يتكلم فلما دخل عليه قال : يا أبت والله ما أشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبزج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر واوذج وافلوزج . فصاح أبوه : غمضوني فقد سبق الشقي ملك الموت إلى قبض روحي .
شارك الموضوع اذا اعجبك ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم , تعليقاتكم ورايكم فخر وتميز لنا

Translate

 
Top